الصفحة 1الصفحة 2الصفحة 3الصفحة 4الصفحة 5الصفحة 6الصفحة 7الصفحة 8
وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَسورة الشعراء الآية رقم 151
" وَلَا تُطِيعُوا أَمْر الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَلَا يُصْلِحُونَ " يَعْنِي رُؤَسَاءَهُمْ وَكُبَرَاءَهُمْ الدُّعَاة لَهُمْ إِلَى الشِّرْك وَالْكُفْر وَمُخَالَفَة الْحَقّ .
الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَسورة الشعراء الآية رقم 152
" وَلَا تُطِيعُوا أَمْر الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَلَا يُصْلِحُونَ" يَعْنِي رُؤَسَاءَهُمْ وَكُبَرَاءَهُمْ الدُّعَاة لَهُمْ إِلَى الشِّرْك وَالْكُفْر وَمُخَالَفَة الْحَقّ .
قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَسورة الشعراء الآية رقم 153
يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ ثَمُود فِي جَوَابهمْ لِنَبِيِّهِمْ صَالِح عَلَيْهِ السَّلَام حِين دَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَة رَبّهمْ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُمْ " قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ " قَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة يَعْنُونَ مِنْ الْمَسْحُورِينَ وَرَوَى أَبُو صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس " مِنْ الْمُسَحَّرِينَ " يَعْنِي مِنْ الْمَخْلُوقِينَ وَاسْتَشْهَدَ بَعْضهمْ عَلَى هَذَا بِقَوْلِ الشَّاعِر : فَإِنْ تَسْأَلِينَا فِيمَ نَحْنُ فَإِنَّنَا عَصَافِير مِنْ هَذَا الْأَنَام الْمُسَحَّر يَعْنِي الَّذِينَ لَهُمْ سَحَر وَالسَّحَر هُوَ الرِّئَة وَالْأَظْهَر فِي هَذَا قَوْل مُجَاهِد وَقَتَادَة أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا أَنْتَ فِي قَوْلك هَذَا مَسْحُور لَا عَقْل لَك .
مَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَسورة الشعراء الآية رقم 154
ثُمَّ قَالُوا " مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَر مِثْلنَا " يَعْنِي فَكَيْف أُوحِيَ إِلَيْك دُوننَا كَمَا قَالُوا فِي الْآيَة الْأُخْرَى " أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْر مِنْ بَيْننَا بَلْ هُوَ كَذَّاب أَشِر سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنْ الْكَذَّاب الْأَشِر " ثُمَّ إِنَّهُمْ اِقْتَرَحُوا عَلَيْهِ آيَة يَأْتِيهِمْ بِهَا لِيَعْلَمُوا صِدْقه بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ رَبّهمْ وَقَدْ اِجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ وَطَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يُخْرِج لَهُمْ الْآن مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَة نَاقَة عُشَرَاء - وَأَشَارُوا إِلَى صَخْرَة عِنْدهمْ - مِنْ صِفَتهَا كَذَا وَكَذَا فَعِنْد ذَلِكَ أَخَذَ عَلَيْهِمْ نَبِيّ اللَّه صَالِح الْعُهُود وَالْمَوَاثِيق لَئِنْ أَجَابَهُمْ إِلَى مَا سَأَلُوا لَيُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَيَتَّبِعُنَّهُ فَأَعْطَوْهُ ذَلِكَ فَقَامَ نَبِيّ اللَّه صَالِح عَلَيْهِ السَّلَام فَصَلَّى ثُمَّ دَعَا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُجِيبهُمْ إِلَى سُؤَالهمْ فَانْفَطَرَتْ تِلْكَ الصَّخْرَة الَّتِي أَشَارُوا إِلَيْهَا عَنْ نَاقَة عُشَرَاء عَلَى الصِّفَة الَّتِي وَصَفُوهَا فَآمَنَ بَعْضهمْ وَكَفَرَ أَكْثَرهمْ .
قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍسورة الشعراء الآية رقم 155
يَعْنِي تَرِد مَاءَكُمْ يَوْمًا وَيَوْمًا تَرِدُونَهُ أَنْتُمْ .
وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍسورة الشعراء الآية رقم 156
" وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذكُمْ عَذَاب يَوْم عَظِيم " فَحَذَّرَهُمْ نِقْمَة اللَّه إِنْ أَصَابُوهَا بِسُوءٍ فَمَكَثَتْ النَّاقَة بَيْن أَظْهُرهمْ حِينًا مِنْ الدَّهْر تَرِد الْمَاء وَتَأْكُل الْوَرَق وَالْمَرْعَى وَيَنْتَفِعُونَ بِلَبَنِهَا يَحْلِبُونَ مِنْهَا مَا يَكْفِيهِمْ شُرْبًا وَرِيًّا فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَد وَحَضَرَ أَشْقَاهُمْ تَمَالَئُوا عَلَى قَتْلهَا وَعَقْرهَا .
فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَسورة الشعراء الآية رقم 157
" فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ فَأَخَذَهُمْ الْعَذَاب " وَهُوَ أَنَّ أَرْضهمْ زُلْزِلَتْ زِلْزَالًا شَدِيدًا وَجَاءَتْهُمْ صَيْحَة عَظِيمَة اِقْتَلَعَتْ الْقُلُوب مِنْ مَحَالّهَا وَأَتَاهُمْ مِنْ الْأَمْر مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ وَأَصْبَحُوا فِي دِيَارهمْ جَاثِمِينَ " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة وَمَا كَانَ أَكْثَرهمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبّك لَهُوَ الْعَزِيز الرَّحِيم ".
فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَسورة الشعراء الآية رقم 158
" فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ فَأَخَذَهُمْ الْعَذَاب " وَهُوَ أَنَّ أَرْضهمْ زُلْزِلَتْ زِلْزَالًا شَدِيدًا وَجَاءَتْهُمْ صَيْحَة عَظِيمَة اِقْتَلَعَتْ الْقُلُوب مِنْ مَحَالّهَا وَأَتَاهُمْ مِنْ الْأَمْر مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ وَأَصْبَحُوا فِي دِيَارهمْ جَاثِمِينَ " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة وَمَا كَانَ أَكْثَرهمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبّك لَهُوَ الْعَزِيز الرَّحِيم " .
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُسورة الشعراء الآية رقم 159
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَسورة الشعراء الآية رقم 160
يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ عَبْده وَرَسُوله لُوط عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ لُوط بْن هَارَان بْن آزَار وَهُوَ اِبْن أَخِي إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ اللَّه تَعَالَى قَدْ بَعَثَهُ إِلَى أُمَّة عَظِيمَة فِي حَيَاة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام وَكَانُوا يَسْكُنُونَ سَدُوم وَأَعْمَالهَا الَّتِي أَهْلَكَهَا اللَّه بِهَا وَجَعَلَ مَكَانهَا بُحَيْرَة مُنْتِنَة خَبِيثَة وَهِيَ مَشْهُورَة بِبِلَادِ الْغَوْر بِنَاحِيَةٍ مُتَاخِمَة لِجِبَالِ الْبَيْت الْمُقَدَّس بَيْنهَا وَبَيْن بِلَاد الْكَرْك والشوبك فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَأَنْ يُطِيعُوا رَسُولهمْ الَّذِي بَعَثَهُ اللَّه إِلَيْهِمْ وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَة اللَّه وَارْتِكَاب مَا كَانُوا قَدْ اِبْتَدَعُوهُ فِي الْعَالَم مِمَّا لَمْ يَسْبِقهُمْ أَحَد مِنْ الْخَلَائِق إِلَى فِعْله مِنْ إِتْيَان الذُّكُور دُون الْإِنَاث .
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَسورة الشعراء الآية رقم 161
يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ عَبْده وَرَسُوله لُوط عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ لُوط بْن هَارَان بْن آزَار وَهُوَ اِبْن أَخِي إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ اللَّه تَعَالَى قَدْ بَعَثَهُ إِلَى أُمَّة عَظِيمَة فِي حَيَاة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام وَكَانُوا يَسْكُنُونَ سَدُوم وَأَعْمَالهَا الَّتِي أَهْلَكَهَا اللَّه بِهَا وَجَعَلَ مَكَانهَا بُحَيْرَة مُنْتِنَة خَبِيثَة وَهِيَ مَشْهُورَة بِبِلَادِ الْغَوْر بِنَاحِيَةٍ مُتَاخِمَة لِجِبَالِ الْبَيْت الْمُقَدَّس بَيْنهَا وَبَيْن بِلَاد الْكَرْك والشوبك فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَأَنْ يُطِيعُوا رَسُولهمْ الَّذِي بَعَثَهُ اللَّه إِلَيْهِمْ وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَة اللَّه وَارْتِكَاب مَا كَانُوا قَدْ اِبْتَدَعُوهُ فِي الْعَالَم مِمَّا لَمْ يَسْبِقهُمْ أَحَد مِنْ الْخَلَائِق إِلَى فِعْله مِنْ إِتْيَان الذُّكُور دُون الْإِنَاث.
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌسورة الشعراء الآية رقم 162
يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ عَبْده وَرَسُوله لُوط عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ لُوط بْن هَارَان بْن آزَار وَهُوَ اِبْن أَخِي إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ اللَّه تَعَالَى قَدْ بَعَثَهُ إِلَى أُمَّة عَظِيمَة فِي حَيَاة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام وَكَانُوا يَسْكُنُونَ سَدُوم وَأَعْمَالهَا الَّتِي أَهْلَكَهَا اللَّه بِهَا وَجَعَلَ مَكَانهَا بُحَيْرَة مُنْتِنَة خَبِيثَة وَهِيَ مَشْهُورَة بِبِلَادِ الْغَوْر بِنَاحِيَةِ مُتَاخِمَة لِجِبَالِ الْبَيْت الْمُقَدَّس بَيْنهَا وَبَيْن بِلَاد الْكَرْك والشوبك فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَأَنْ يُطِيعُوا رَسُولهمْ الَّذِي بَعَثَهُ اللَّه إِلَيْهِمْ وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَة اللَّه وَارْتِكَاب مَا كَانُوا قَدْ اِبْتَدَعُوهُ فِي الْعَالَم مِمَّا لَمْ يَسْبِقهُمْ أَحَد مِنْ الْخَلَائِق إِلَى فِعْله مِنْ إِتْيَان الذُّكُور دُون الْإِنَاث .
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِسورة الشعراء الآية رقم 163
يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ عَبْده وَرَسُوله لُوط عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ لُوط بْن هَارَان بْن آزَار وَهُوَ اِبْن أَخِي إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ اللَّه تَعَالَى قَدْ بَعَثَهُ إِلَى أُمَّة عَظِيمَة فِي حَيَاة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام وَكَانُوا يَسْكُنُونَ سَدُوم وَأَعْمَالهَا الَّتِي أَهْلَكَهَا اللَّه بِهَا وَجَعَلَ مَكَانهَا بُحَيْرَة مُنْتِنَة خَبِيثَة وَهِيَ مَشْهُورَة بِبِلَادِ الْغَوْر بِنَاحِيَةٍ مُتَاخِمَة لِجِبَالِ الْبَيْت الْمُقَدَّس بَيْنهَا وَبَيْن بِلَاد الْكَرْك والشوبك فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَأَنْ يُطِيعُوا رَسُولهمْ الَّذِي بَعَثَهُ اللَّه إِلَيْهِمْ وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَة اللَّه وَارْتِكَاب مَا كَانُوا قَدْ اِبْتَدَعُوهُ فِي الْعَالَم مِمَّا لَمْ يَسْبِقهُمْ أَحَد مِنْ الْخَلَائِق إِلَى فِعْله مِنْ إِتْيَان الذُّكُور دُون الْإِنَاث .
وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَسورة الشعراء الآية رقم 164
أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَسورة الشعراء الآية رقم 165
لَمَّا نَهَاهُمْ نَبِيّ اللَّه عَنْ اِرْتِكَاب الْفَوَاحِش وَغَشَيَانهمْ الذُّكُور وَأَرْشَدَهُمْ إِلَى إِتْيَان نِسَائِهِمْ اللَّاتِي خَلَقَهُنَّ اللَّه لَهُمْ مَا كَانَ جَوَابهمْ لَهُ .
وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَسورة الشعراء الآية رقم 166
لَمَّا نَهَاهُمْ نَبِيّ اللَّه عَنْ اِرْتِكَاب الْفَوَاحِش وَغَشَيَانهمْ الذُّكُور وَأَرْشَدَهُمْ إِلَى إِتْيَان نِسَائِهِمْ اللَّاتِي خَلَقَهُنَّ اللَّه لَهُمْ مَا كَانَ جَوَابهمْ لَهُ .
قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَسورة الشعراء الآية رقم 167
إِلَّا أَنْ قَالُوا " لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوط " أَيْ عَمَّا جِئْتنَا بِهِ " لَتَكُونَنَّ مِنْ الْمُخْرَجِينَ " أَيْ نَنْفِيك مِنْ بَيْن أَظْهُرنَا كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَمَا كَانَ جَوَاب قَوْمه إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوط مِنْ قَرْيَتكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاس يَتَطَهَّرُونَ " فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لَا يَرْتَدِعُونَ عَمَّا هُمْ فِيهِ وَأَنَّهُمْ مُسْتَمِرُّونَ عَلَى ضَلَالَتهمْ تَبَرَّأَ مِنْهُمْ .
قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَسورة الشعراء الآية رقم 168
وَقَالَ " إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنْ الْقَالِينَ " أَيْ الْمُبْغِضِينَ لَا أُحِبّهُ وَلَا أَرْضَى بِهِ وَإِنِّي بَرِيء مِنْكُمْ ثُمَّ دَعَا اللَّه عَلَيْهِمْ .
رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَسورة الشعراء الآية رقم 169
فَقَالَ " رَبّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ " قَالَ اللَّه تَعَالَى " فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْله أَجْمَعِينَ " أَيْ كُلّهمْ .
فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَسورة الشعراء الآية رقم 170
فَقَالَ " رَبّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ " قَالَ اللَّه تَعَالَى " فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْله أَجْمَعِينَ " أَيْ كُلّهمْ .
إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَسورة الشعراء الآية رقم 171
" إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ" وَهِيَ اِمْرَأَته وَكَانَتْ عَجُوزَ سَوْء بَقِيَتْ فَهَلَكَتْ مَعَ مَنْ بَقِيَ مِنْ قَوْمهَا وَذَلِكَ كَمَا أَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُمْ فِي سُورَة الْأَعْرَاف وَهُود وَكَذَا فِي الْحِجْر حِين أَمَرَهُ اللَّه أَنْ يُسْرِي بِأَهْلِهِ إِلَّا اِمْرَأَته وَأَنَّهُمْ لَا يَلْتَفِتُوا إِذَا سَمِعُوا الصَّيْحَة حِين تَنْزِل عَلَى قَوْمه فَصَبَرُوا لِأَمْرِ اللَّه وَاسْتَمَرُّوا .
ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَسورة الشعراء الآية رقم 172
وَأَنْزَلَ اللَّه عَلَى أُولَئِكَ الْعَذَاب الَّذِي عَمَّ جَمِيعهمْ وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ حِجَارَة مِنْ سِجِّيل مَنْضُود . وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا " - إِلَى قَوْله - " وَإِنَّ رَبّك لَهُوَ الْعَزِيز الرَّحِيم " .
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَسورة الشعراء الآية رقم 173
وَأَنْزَلَ اللَّه عَلَى أُولَئِكَ الْعَذَاب الَّذِي عَمَّ جَمِيعهمْ وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ حِجَارَة مِنْ سِجِّيل مَنْضُود . وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا" - إِلَى قَوْله - " وَإِنَّ رَبّك لَهُوَ الْعَزِيز الرَّحِيم " .
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَسورة الشعراء الآية رقم 174
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُسورة الشعراء الآية رقم 175
كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَسورة الشعراء الآية رقم 176
هَؤُلَاءِ - يَعْنِي أَصْحَاب الْأَيْكَة - هُمْ أَهْل مَدْيَن عَلَى الصَّحِيح وَكَانَ نَبِيّ اللَّه شُعَيْب مِنْ أَنْفُسهمْ وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ هَهُنَا أَخُوهُمْ شُعَيْب لِأَنَّهُمْ نُسِبُوا إِلَى عِبَادَة الْأَيْكَة وَهِيَ شَجَرَة وَقِيلَ شَجَر مُلْتَفّ كَالْغَيْضَةِ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا فَلِهَذَا لَمَّا قَالَ : كَذَّبَ أَصْحَاب الْأَيْكَة الْمُرْسَلِينَ لَمْ يَقُلْ : إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ شُعَيْب .
إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَسورة الشعراء الآية رقم 177
إِنَّمَا قَالَ " إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْب " فَقَطَعَ نَسَب الْأُخُوَّة بَيْنهمْ لِلْمَعْنَى الَّذِي نُسِبُوا إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُمْ نَسَبًا وَمِنْ النَّاس مَنْ لَمْ يَفْطِن لِهَذِهِ النُّكْتَة فَظَنَّ أَنَّ أَصْحَاب الْأَيْكَة غَيْر أَهْل مَدْيَن فَزَعَمَ أَنَّ شُعَيْبًا عَلَيْهِ السَّلَام بَعَثَهُ اللَّه إِلَى أُمَّتَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ ثَلَاث أُمَم وَقَدْ رَوَى إِسْحَاق بْن بِشْر الْكَاهِلِيّ - وَهُوَ ضَعِيف - حَدَّثَنِي اِبْن السُّدِّيّ عَنْ أَبِيهِ وَزَكَرِيَّا بْن عَمْرو عَنْ خُصَيْف عَنْ عِكْرِمَة قَالَا : مَا بَعَثَ اللَّه نَبِيًّا مَرَّتَيْنِ إِلَّا شُعَيْبًا مَرَّة إِلَى مَدْيَن فَأَخَذَهُمْ اللَّه بِالصَّيْحَةِ وَمَرَّة إِلَى أَصْحَاب الْأَيْكَة فَأَخَذَهُمْ اللَّه تَعَالَى بِعَذَابِ يَوْم الظُّلَّة وَرَوَى أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ عَنْ هُدْبَة عَنْ هَمَّام عَنْ قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى " وَأَصْحَاب الرَّسّ " قَوْم شُعَيْب وَقَوْله " وَأَصْحَاب الْأَيْكَة " قَوْم شُعَيْب وَقَالَهُ إِسْحَاق بْن بِشْر وَقَالَ غَيْر جُوَيْبِر أَصْحَاب الْأَيْكَة وَمَدْيَن هُمَا وَاحِد وَاَللَّه أَعْلَم وَقَدْ رَوَى الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة شُعَيْب مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُعَاوِيَة بْن هِشَام عَنْ هِشَام بْن سَعِيد عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هِلَال عَنْ رَبِيعَة بْن يُوسُف عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إِنَّ قَوْم مَدْيَن وَأَصْحَاب الْأَيْكَة أُمَّتَانِ بَعَثَ اللَّه إِلَيْهِمَا شُعَيْبًا النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام " وَهَذَا غَرِيب وَفِي رَفْعه نَظَر وَالْأَشْبَه أَنْ يَكُون مَوْقُوفًا وَالصَّحِيح أَنَّهُمْ أُمَّة وَاحِدَة وُصِفُوا فِي كُلّ مَقَام بِشَيْءٍ وَلِهَذَا وَعَظَ هَؤُلَاءِ وَأَمَرَهُمْ بِوَفَاءِ الْمِكْيَال وَالْمِيزَان كَمَا فِي قِصَّة مَدْيَن سَوَاء بِسَوَاءٍ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمَا أُمَّة وَاحِدَة .
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌسورة الشعراء الآية رقم 178
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِسورة الشعراء الآية رقم 179
وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَسورة الشعراء الآية رقم 180
الصفحة 1الصفحة 2الصفحة 3الصفحة 4الصفحة 5الصفحة 6الصفحة 7الصفحة 8